زمان .. زمان ..فى زمن النبي موسى عليه السلام ..
قتل رجل من بنى إسرائيل ..
و لم يعرف أهل القتيل من هو قاتله ..
و لم يستدل بنو إسرائيل على شخصية القاتل ..
و يبدو أن القتيل كان ثريا و كان صاحب نفوذ و سلطة فى قومه .. و لهذا فقد كادت تحدث فتنة فى بنى إسرائيل ..
و كادت الحرب تقع بينهم بسبب الخلاف على شخصية القاتل ….
و ذهب بنو إسرائيل إلى نبيهم موسي عليه السلام ..
و طلبوا منه أن يدعوا الله تعالى ليدلهم على قاتل الرجل الثري ذى النفوذ .. أجابهم موسي عليه السلام إلى طلبهم و دعا ربه أن يكشف لهم عن شخصية القاتل فأمر الله تعالى نبيه موسى أن يأمر قومه أن يذبحوا بقرة .
طلب موسي من قومه أن يذبحوا بقرة فظنوا أنه يسخر منهم و أنه يتخذهم هزوا فاعتذر لهم موسي عليه السلام عن أن يكون قصده السخرية منهم ..
و لأن بنى إسرائيل قوم مشهورون بعنادهم فقد كثر جدالهم و رفضوا أن يذبحوا أى بقرة بل طلبوا من نبيهم موسي عليه السلام أن يدعو لهم ربه ليبين لهم نوع البقرة التى يأمرهم بذبحها ..
و دعا موسي عليه السلام ربه أن يبين لهم نوع البقرة المطلوب ذبحها فأمره الله تعالى أن يطلب منهم ذبح بقرة متوسطة السن أى بقرة ليست صغيرة فى السن و ليست عجوز ..
و بدل أن يطيع بنو إسرائيل الأمر و يذبحوا البقرة المطلوبة سألوا نبيهم موسي عليه السلام أن يدعو ربه ليبين لهم لون البقرة المطلوب ذبحها ..
و سأل موسي عليه السلام ربه أن يبين لهم لون البقرة المطلوب ذبحها ..فأمره الله تعالى أن يطلب منهم أن يذبحوا بقرة صفراء و أن هذه البقرة من حسنها تسر الناظر إليها ..
و بدل أن يذبح بنو إسرائيل البقرة المطلوبة و هى متوسطة السن لونها أصفر فاقع سألوا نبيهم موسي عليه السلام أن يدعو ربه ليبين لهم ما هى البقرة بالظبط لأن البقر تشابه عليهم ..و دعا موسي عليه السلام ربه فأخبره الله تعالى بأن البقرة المطلوبة بقرة غير مهيأة لأعمال الزراعة و حراثة الأرض و سقيها و هى بقرة ليست فيها علامة بل إن لونها خالص الصفرة ..
فقال بنو إسرائيل لموسي عليه السلام : الآن جئت بالحق ..
و بدأ بنو إسرائيل الذين صعبوا الأمر على أنفسهم غاية الصعوبة يبحثون عن بقرة بهذه المواصفات بحثوا .. و بحثوا حتى طال بحثهم ..
و أخيرا عثروا على البقرة المطلوبة التى تتصف بكل المواصفات السابقة و كانت هذه البقرة ملكا لغلام يتيم فاشتروها منه ..
و يقال إنهم اشتروها بمثل وزنها ذهبا ..
ثم ذبحوا البقرة ..و كما أمرهم الله تعالى أخذوا جزءا من البقرة المذبوحة و ضربوا به جثة القتيل فعادت إليه الحياة بأمر الله و نهض من رقدته فى الحال فلما سألوه عن أسم قاتله قال لهم اسم القاتل ثم عاد إلى موته .. و هكذا لم يعد اسم القاتل مجهولا و لم تقع الفتنة بين بنى إسرائيل
و قد وردت هذه القصة فى هذه الآيات من القرآن الكريم بسورة البقرة :
” وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ (67) قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَا فَارِضٌ وَلَا بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ فَافْعَلُوا مَا تُؤْمَرُونَ (68) قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا لَوْنُهَا قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ (69) قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ إِنَّ الْبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ (70) قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَا ذَلُولٌ تُثِيرُ الْأَرْضَ وَلَا تَسْقِي الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لَا شِيَةَ فِيهَا قَالُوا الْآَنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ (71) وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْسًا فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا وَاللَّهُ مُخْرِجٌ مَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ (72) فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِي اللَّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (73)”