يا بنت خياط ..هنيئاً ..إن موعدكِ الجنة
أول شهيدة في الإسلام
سمية بنت خياط .. رضي الله عنها وأرضاها لم تكن أول من نال شرف الشهادة من النساء فقط؛
بل هي أول من نال شرف الشهادة على الإطلاق! ..
كانت سمية أمة مملوكة عاشت في مجتمع جاهلي طبقي ..
أسلمت وابنها وزوجها، آل ياسر، الأسرة الطاهرة المباركة، واعتنقوا دين النور والهدى والرحمة ..
قرأ رسول الله على مسامعهم كلام الله فانشرحت الصدور، وأقبلوا على دين الله بقلوبهم وجوارحهم. وكان كل من يدخل دين الإسلام في ذلك العهد يعلم أنه سيدفع ال...ثمن غالياً، إذ ستهجم عليه الجاهلية بجبروتها لتنتزع الإيمان من قلبه ولكن أنى لهم وهيهات..
أما آل ياسر فقد تفننت قريش في تعذيبهم، لعلها تظفر بردتهم،
وما علموا أن الإيمان إذا خالط القلوب وامتزج بالدماء فإن الأرواح تُبذل فداه.
وسمية .. المرأة الكبيرة .. الأَمَةُ الضعيفة .. انصب عليها العذاب صبّا .. فما زادها التنكيل إلا صبرًا .. إلى أن جاء يوم البشرى .. يوم أن مرّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بالأسرة الصامدة تعذب فقال :
«صبرًا آل ياسر .. فإن موعدكم الجنة».
يالله!
وهل بعد مثل هذا يكبر خطبٌ ويشتد كرب؟؟
إنها البشرى التي يهون معها كل صعب ويستعذب بعدها كل عذاب.
كل ذلك من أجل الله، من أجل دين الله ..
فإن دين الله غالٍ، وإن سلعة الله غالية ..
وأبو جهل ينتظر منهم ردة وتراجعًا ،، فلا يجد من سمية إلا أن تقول -كلما مرّ بها رسول الله صلى الله عليه وسلم- : «أشهد أنك لرسول الله وأشهد أن وعدك حق».
تقول ذلك وهي في أعظم الكرب، فما ازدادت إلا ثباتًا، وما ازداد
أبو جهل إلا غيظًا وحنقًا.. وما نقم منها إلا أن آمنت بالله العزيز الحميد .. وهذا هو ديدن ملة الكفر دائمًا .. وهذا هو ما يفعلونه اليوم بالمسلمين في كل مكان، في العراق وأفغانستان وفلسطين وغيرها ..
ما نقموا من المسلمين إلا دينهم وثباتهم ونضالهم ليعيشوا أعزة كرماء، ولتعيش البشرية في خير دين الإسلام.
ويصيح أبو جهل : «لتذكرن محمداً بسوء، وتذكرن آلهتنا بخير،
أو لتموتن؟»، فترد عليه سمية بعزة المسلمة وثبات المؤمنة الصابرة: «بؤساً لك ولآلهتك!»
فلا للتراجع على حساب الدين..
ولا للهزيمة أمام الكافرين..
فيشتد الغضب بأبي جهل فيطعنها بحربة كانت في يده، لتكون أول شهيدة في الإسلام..
قدمت حياتها فداءً لدين الله ..
وضربت أروع مثال في العزة والصبر والثبات ..
علمت أنها حياة واحدة .. وعلمت أن النصر صبر ساعة...
وكان لها ما تمنت.
فهنيئا لآل ياسر..
وهنيئًا لمن سار على درب آل ياسر .