إن القلوب تصدأ كما يصدأ الحديد، وجلاؤها ذكر الله ، وللقلوب حياة وموت وصحة ومرض ويقظة وغفلة ومدار السعادة أو الشقاوة على صلاح القلب وفساده ، قال رسول الله r: "ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب"(1).
والمراد بصلاح القلب هو تحرره من الشهوات والشبهات فيصبح قلباً سليماً.
وبداية إصلاح القلب إنما تكون بزيادة مساحة الإيمان فيه وإيقاظه من الغفلة، وبدون ذلك لا يمكن للقلب أن يسير إلى الله حتى إن أدى بعض العبادات فإنها لا تحدث فيه الأثر المطلوب.. فما بالنا نكثر من العبادات ولكن لا نجد لها أثراً في قلوبنا وعلى سلوكنا.. إن المفروض أن تقوم العبادات التي شرعها الله لنا بزيادة الإيمان في القلوب كما قال تعالى: ﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آياتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًَا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ(2) ﴾ [الأنفال:2].
ولكي تحدث الطاعات في القلب الأثر المطلوب لابد من توافر الحياة فيه أولاً لتنطلق من الآثار الطيبة من الحياة والخشية والطاعة والانقياد.
وإن من علامات حياة القلب دخول نور الإيمان فيه وهذه العلامات يستطيع كل إنسان أن يفتش عنها في قلبه، فإن وجدها فليحمد الله تعالى وليكثر منها وإن لم يجدها فليعلم أنه مخدوع في إيمانه يحتاج إلى مراجعة جادة وبداية قوية تعيد له الحياة إلى قلبه مرة أخرى.
ومن علامات حياة القلب انشراحه وانفساحه، كما قال تعالى: ﴿أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا ... ﴾ [الأنعام:122].
وقال تعالى: ﴿فَمَنْ يُرِدْ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ ﴾ [ الأنعام:125] وقال: ﴿أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ﴾ [الزمر:22]، وقد سئل النبي r عن كيفية انشراح الصدر؟ قال: "إذا دخل النور القلب انشرح وانفتح"، قالوا: يا رسول الله وما علامة ذلك؟ قال: "الإنابة إلى دار الخلود، والتجافي عن دار الغرور، والاستعداد للموت قبل نزوله"(2).
كيف اهتمامنا واستعدادنا للدار الآخرة كل منا يسأل نفسه والإنسان على نفسه بصيرا .
إن كثيراً من الناس عن الآخرة لغافلون، وعن الصراط ناكبون، يعيشون في لهو ونسيان يظنون بجهلهم أنهم إلى ربهم لا يرجعون.
نسأل أنفسنا ما هي قيمة هذه الحياة الدنيا في نظرنا هل نزهد فيها ونتجافى عنها.. أم أننا أخلدنا إليها وغرقنا في لذائذها وشهواتها؟ إن جواذب الأرض كثيرة فالمال والبنون والنساء والذهب والأرض والعقارات والسيارات والمناصب كلها جواذب تجذب الإنسان إلى الأرض، وتعلق قلبه بها، إننا نفرح حين نحصل على شيء من متاع الدنيا ، ونحزن على فواته وكلما ازداد حبنا لدنيانا .. ضعف عندنا حب الآخرة واشتدت الغفلة والنسيان لها، فهما ضرتان(من أحب دنياه أضر بآخرته ومن أحب آخرته أضر بدنياه فآثروا ما يبقى)(3) .
لنسأل أنفسنا هل نحن على استعداد للموت متأهبين للقاء الله أم أننا نظن أن الموت إنما كتب على غيرنا نتصرف في الحياة وكأننا لن ننتقل إلى ربنا في علاقاتنا مع بعضنا في حرصنا على الحياة وكراهية الموت، كلها دلائل تشير إلى النسيان والغفلة المستحكمة في حياة البشر.
ومن علامات حياة القلب التي أخبر عنها الرسول r بقوله: "أوثق عرى الإيمان الموالاة في الله والمعادة في الله والحب في الله والبغض في الله"(4) ، لنسأل أنفسنا أيها الناس هل تحقق هذا المعنى هل ولاؤنا وحبنا ونصرتنا لله ، نحب دينه ونحب رسوله ونحب المؤمنين؟ هل نعادي أعداء الله من اليهود والنصارى والمنافقين الذين يحاربون الله ورسوله ويحاربون دينه وأولياءه.
إن من أعظم دلائل الإيمان وعلامة حياة القلب هو الحب في الله والبغض في الله، ولهذا يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿ لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمْ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ﴾ [المجادلة:22].
ومن علامات حياة القلب أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما.
ومن علامات حياته أيضاً كراهية الكفر والفجور بكل صوره والخوف الشديد من الوقوع فيه. ففي الحديث الصحيح أن رسول الله r قال: "ثلاث من كنَّ فيه وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار"(5) .
ومن علامات حياة القلب عدم الخوف من أحد من المخلوقين ، يقول تعالى: ﴿فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِي إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾ [آل عمرآن:175].
إن غير المؤمن يخوفه الشيطان بغير الله ، يخوفه من الكافرين ، يخوفه من أمريكا ومن أوربا ، يخوفه من اليهود والنصارى ويوهمه أن قوتهم كبيرة وأن بأسهم شديد، وأن كيدهم عظيم وحتى لا يكون المؤمن واقفاً تحت ذلك التأثير نهاه الله عن الخوف من غيره فقال سبحانه: ﴿إِنَّمَا ذَلِكُمْ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِي إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾ [آل عمرآن:175].
والمعنى إذا سوَّل لكم الشيطان وأوهمكم بالخوف من غير الله فتوكلوا على الله ، فإنه كافيكم وناصركم عليهم، كما قال تعالى: ﴿أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ﴾ [الزمر:36]
وإن من كيد الشيطان أنه يخوف المؤمنين من جنده وأتباعه لئلا يجاهدوهم ولا يأمروهم بمعروف ولا ينهوهم عن منكر ، فمن علامات حياة القلب وكماله زوال الخوف من الشيطان وأوليائه ، فهو لا يخاف إلا من الله وحده ولا يرجو إلا إياه. وقد أمر الله عباده بمقاومة الكفار ومجاهدتهم ومقاتلتهم فقال سبحانه: ﴿... فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا ﴾ [النساء:76].
فالإيمان الصادق من شأنه أن يجعل صاحبه لا يخشى سوى الله قال تعالى: ﴿فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾ [التوبة:13]، ولا يتوكل إلا على الله ﴿وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلْ الْمُؤْمِنُونَ ﴾ [آل عمرآن:122] .
ومن علامات حياة القلب شعور صاحبه بالقرب من الله عز وجل ويظهر ذلك في دعائه ومناجاته.. ويزداد هذا القرب يوماً بعد يوم حتى يصل إلى درجة الأنس به سبحانه والتلذذ بعبادته ومناجاته.
ومن علامات صحة القلب وحياته الفرح بالطاعات والحسنات والسرور بفعلها وحبّها وحب أهلها وكره المعاصي والسيئات والتألم والندم عند وقوعها.
قال رسول الله r : "من سرته حسنته وساءته سيئته فهو مؤمن"(6) ، يعني كامل الإيمان، لأن من لا يرى للحسنة فائدة ولا للمعصية مضرة، يكون ميت القلب ناقص الإيمان، بل يدل ذلك على الاستهانة والاستخفاف بأمر الدين فعلامة المؤمن أن يفرح بالطاعة ويتألم من المعصية.
أيها المؤمنون: إننا جميعاً في حاجة ماسة إلى معالجة قلوبنا والعمل على إحيائها.. وبداية ذلك رغبة أكيدة وصادقة في الإقبال على الله وتلمس الأماكن والمواطن التي نجد فيها الصحة والحياة لقلوبنا في مجالس الذكر وحلقات العلم في بيوت الله عز وجل ، كان رسول الله r يوماً يعظ أصحابه ويعلمهم ، فإذا ثلاثة نفر يمرون على حلقته، فجاء أحدهم فجلس إلى النبي r ، ومضى الثاني قليلاً ثم جلس، ومضى الثالث على وجهه، كأنه مستغني عن ذلك، فقال رسول الله r: "ألا أُنبئكم بهؤلاء الثلاثة: أما الذي جاء فجلس فإنه تاب فتاب الله عليه، وأما الذي مضى قليلاً ثم جلس فإنه استحيا فاستحيا الله منه، وأما الذي مضى على وجهه فإنه استغنى فاستغنى الله عنه"(7) .
ولفظ البخاري : أما أحدهم فأوى إلى الله فآواه الله، وأما الآخر فاستحيا فاستحيا الله منه، وأما الأخر فأعرض فأعرض الله عنه، ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ﴾ [الأنفال:24].
يعيش العالم اليوم بشكل عام والإسلامي منه على وجه الخصوص هيمنة للإلحاد والانحلال والفساد، يقود هذه الموجة اليهود وأمريكا وسائر القوى الصليبية والوثنية إنهم يفرضون علينا ويُملون شروطهم والحكام ينفذون ولا يستطيعون أن يخالفوهم ، إنهم يريدون أن تنسلخ الأمة من جلدها وأن تنزع هويتها، في كافة الميادين بدءاً من السياسة وانتهاءاً بالعلم والثقافة ، يريد الأعداء من المسلمين أن يحلوا ما حرم الله، وأن نسير على نهجهم ، إنهم يطالبوننا علناً بتغيير المناهج الدراسية وإلغاء التعليم الديني وتجفيف منابعه رسمياً، بإباحة الخمر وترويجها، ويطالبوننا بأن نفتح الباب على مصراعيه للجنس وإشاعة الزنا واللواط، إنهم يشيعون ذلك ويروجونه بكل الوسائل ويطالبون به عبر المؤتمرات والقروض والمشاريع والاتفاقات..الخ، هؤلاء الأعداء يريدون إخضاع العالم وتحطيم مقومات الأمم في دينها وأخلاقها واقتصادها. وإن العلمانيين في بلاد الإسلام أو المنافقين كما عبر عنهم القرآن الكريم يعيشون فرحة غامرة ويرحبون بهذا النوع من الفساد ويستبشرون بمستقبل مزدهر يختفي فيه الدين من الواقع ويتم التخلص منه ومن حملته وذويه. وصدق الله القائل في أمثال هؤلاء الناس: ﴿وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ ﴾ [الزمر:45].
إن العلمانيين اليوم آخذون في مهاجمة الدين والأخلاق مستندين إلى القوى الإلحادية ممثلة في اليهود والأمريكان، التي تقدم لهم الحماية والدعم وهم يشنون الغارات على الدين والأخلاق. ويظنون أنهم يستطيعون تحقيق ما يريدون في ظل العولمة أو الهيمنة الأمريكية، والصليبية، من القضاء على الإسلام وأهله، ونحن نؤمن بأنهم لن يستطيعوا أن يحققوا رغباتهم لأنهم بشر ضعفاء لا يملكون لأنفسهم نفعاً ولا ضراً ولا موتاً ولا حياة ولا نشوراً، إنهم في قبضة الله وتحت قهره وربنا يبشرنا بقوله: ﴿يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ(32)هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ ﴾ [التوبة:32-33].
إن النظام العالمي الجديد كما يسمونه يريد أن يجعل البشر جميعاً خاضعين لسيطرته وفساده في كل شيء. وهذا مخالف لقدر الله وتقديره بأن يكون الناس أمة واحدة على الإيمان أو على الكفر كما قال سبحانه: ﴿وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ(118)إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ﴾ [هود:118-119]. فكل محاولة لصبغ الناس كلهم بصبغة واحدة تفرضها القوة الغاشمة هي محاولة فاشلة.. وإن قدر لها أن تنجح في بعض الأماكن لفترة محدودة من الزمن فإنها فاشلة لأنها مخالفة لإرادة الله، والله هو الذي يقدر المقادير وليس البشر، وإن ظنوا في لحظات غرورهم أنهم قادرون ﴿ فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ ... ﴾ [فصلت:15]، ﴿...أَفَلَا يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا... ﴾ [الأنبياء:44]. والنظام العالمي الجديد فاشل لأنه مخالف لسنة أخرى من سنن الله وهي مداولة الأيام بين الناس. فالنصر والهزيمة والتمكين والزوال ليس حكراً على أمة. قال تعالى: ﴿إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ ... ﴾ [آل عمرآن:140].
وسواء كانت الهيمنة أمريكية أو يهودية أو خليطاً متجانساً منهما، فإنهما يسيران بخطى متسارعة نحو النهاية، ولسنا نعني أن ذلك سيتم غداً صباحاً ولكن أمرهما لن يدوم طويلاً، بناء على الاستقراء لسنة الله تعالى في خلقه واستقراءاً كذلك لنصوص الوحي ولا سيما فيما يتعلق باليهود الذين هم اليوم في قمة علوهم، قال تعالى: ﴿وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إسْرائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا(4)فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَفْعُولًا(5)ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمْ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا(6) إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا(7)عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا﴾ [الإسراء:4-8].
أيها المؤمنون إن الله عز وجل يبتلي عباده بالخير والشر ، فعليكم أيها الناس أن تحصنوا أنفسكم بالإيمان واليقين والتمسك بالدين والأخلاق والعض عليه بالنواجذ، ومراغمة أعداء الله ببذل الجهد والطاقة لنصرة الدين ومجاهدة أعدائه بالنفس والمال والحجة والبيان ﴿... اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ(128) ﴾ [الاعراف:128]
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه.
(1) صحيح البخاري: باب فضل من استبرأ لدينه : برقم: ( 52) . وصحيح مسلم: باب أخذ الحلال وترك الشبهات: برقم: (1599) . (2) سنن سعيد ابن منصور: باب: قوله تعالى فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء: برقم: (918) . وقد ضعفه الألباني في السلسلة الضعيفة برقم: (965) . (3) قال الألباني: صحيح لغيره ، في صحيح الترغيب برقم: (3247) . وقال في ضعيف الجامع: ضعيف: برقم: (5340) . وقال: في مشكاة المصابيح: له شاهد بسند صحيح : برقم: (5107) . (4) معجم الطبراني الكبير: باب الظاء . أحاديث عبد الله بن العباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف . عكرمة عن ابن عباس . عن بن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي ذر أي عرى الإيمان أظنه قال أوثق قال الله ورسوله أعلم قال الموالاة في الله والمعاداة في الله والحب في الله والبغض في الله) . وقد حسنه الألباني : في صحيح الجامع برقم: (2009) . وقال في السلسلة الصحيحة: حسن لشواهده : برقم:(1728) . (5) صحيح البخاري: باب حلاوة الإيمان برقم:(16) عن أنس . وصحيح مسلم: باب بيان خصال من اتصف بهن وجد حلاوة الإيمان ( 43) عن أنس . (6) سنن الترمذي: كتاب الفتن عن رسولِ الله صلى الله عليه وسلم : باب ما جاء في لزُوم الْجَماعَة : رقم: (2191) . وقد صححه الألباني: في شرح الطحاوية: (521) . و صحيح الترمذي: (1758) . (7) صحيح البخاري: باب من قعد حيث ينتهي به المجلس ومن رأى فرجة في الحلقة والحاصل فيها : برقم: (66) . وصحيح مسلم: باب من أتى مجلسا فوجد فرجة والحاصل فيها وإلا وراءهم: برقم 2176) .