العلم الشرعي

إن العلم الشرعي علم فضيل ، وهو أفضل علم على وجه الأرض
كما أن الإسلام يحث عليه بل إنه واجب على الجميع
فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة ))


والله عز وجل يفضل العلماء على الذين لا يعلمون ...
قال تعال :

[ من سورة الزمر ]


ولكن العلم لا يمكن تعلمه بسهولة مادامت طريقة تعلمه طريقةعشوائية وفيها شيء من العبث ...
فطالب العلم يجب أن يلتزم بالأخلاق
وعليه الالتزام بآداب تعلم العلم
فإن أهم الأشياء في تعلم العلم الشرعي هو الإخلاص في النية لله تعالى
والله تعالى لا يبارك لطالب العلم بعلمه ما لم تكن نية هذا الطالب خالصة لله
وكذلك إذا كان العلم هدفه المباهاة والتفاخر به وللتجمل به

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( تعلموا العلم واعقلوه واننتفعوا به ، ولا تعلموه لتجملوا به ، فإنه يوشك أن يُتَجَمَّلَ كما يتجمل الرجل بثوبه ))
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( لا تعلّموا العلم لتباهوا به العلماء ، أو لتماروابه السفهاء ، أو لتصلافوا وجوه الناس إليكم . فمن فعل ذلك فهو في النار ))






وكذلك فإن المخلص في نيته لله عز وجل يكون ممن أراد الله لهم الخير
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( من يرد الله به خيراً يفهه في الدين ))

كما على الطالب تقوى الله عز وجل في السر والعلن
وعليه أن يحسن استعمال ما يتعلمه في إرضاء الله عز وجل وأن يستخدمه فيما فيه صلاح للأمة الإسلامية دون المباهاة بعلمه أو التكبر على الناس بأنه سيكون عالماً أو لأنه طالب للعلم ... ( وقد ذكرت حديثاً نبوياً عن ذلك قبل قليل )
وفوق كل هذا ، عليه الحرص والانتباه لما يتعلمه ، وعليه التمييز بين العديد من المسائل في الأمور الفقهية حتى لا يخلط بينها فيذهب تعبه أدراج الرياح
ولكي ينتبه لا بد من الهدوء والعقلانية في التعامل مع المعلمين والكتب والبعد عن الانشغال في أوقات الدروس حتى يعي ما يتعلم
والأهم من حرصه على التعلم هو حرصه على الحفاظ على العلم ، فإن المحافظة على ما يتعلمه أصعب من التعلم نفسه .
وقد يكون في طلب العلم مشقة عليه كالسفر إلى البلدان الأخرى أو دفع التكاليف وما إلى ذلك من الصعاب ، فإن ذلك كله ابتلاء وامتحان من الله عز وجل لطالب العلم
فعليه إذن أن يصبر على ما يواجهه ويتحمل في سبيل مرضاة الله عز وجل لينفعه الله بهذا العلم ويبارك له فيه
ولكن على الطالب الانتباه لنقطة معينة ، فإن الكتب وحدها لا تكفي للتعلّم
بل عليه مجالسة العلماء من الأمة ومشاورتهم وأخذ النصائح منهم
كما أنه لا بأس بالاستعانة بهم في فهم كتاب معيّن أو مسألة معيّنة
وعليه الإقتداء بهم ليعي ما يتعلّمه ، فإن مجرد رؤيته لهم يفعلون شيئاً ما يثير في نفسه الفضول للسؤال عن السبب فيجيبونه بما ينفعه في تعلّمه .


ولكن ، بعد تعلم العلم ، لا بد من وجود شيء مهم جداً ألا وهو العمل بما تعلّمه ، فعن طريق العمل يعم الخير بين الناس وتنتشر الفضائل وحب الله تعالى وخشيته ، فإن طلب العلم بنية ابتغاءَ مرضاةِ اللهِ دليلٌ على وجود الإيمان في القلب ، والإيمان بلا عمل كالشجر بلا ثمر .


وكذلك هناك نقطة أخرى مهمة جداً ..
إن طالب العلم يجب عليه تعليم الناس فيما بعد ولا يبخل بعلمه عليهم .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( ما من رجل يحفظ علماً فيكتمه ، إلا أُتي به يوم القيامة ملجماً بلجام من النار ))

إخواني الكرام ...
أنظروا إلى هاتان الآيتان :

[ من سورة البقرة ]

أتعلمون ماذا قال أبو هريرة عن هاتين الآيتين ؟
قال : (( والله ! لولاآيتان من كتاب الله تعالى ما حدثت عنه ( يعني عن النبي صلى الله عليه وسلم ) شيئاً أبداً ))
وكان رضي الله عنه يقصد هاتين الآيتين

فأرجوا أن تتعلموا العلم الشرعي وتعوه بقلوبكم لا بألسنتكم